تصاعدت ازمة سعر صرف الدولار الامريكي مقابل الدينار العراقي، مما ادى الى انخفاض بقيمة الدينار الى مستويات تقترب الى ما قبل 2004، العام الذي وضعت فيه الاسس الجديدة للبنك المركزي العراقي، حيث كانت 200.000 دينار عراقي مقابل 100 دولار امريكي فقط.
اسباب الارتفاع
حدد عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار، النائب ياسر الحسيني، أسباب ارتفاع الدولار، وأشار إلى إجراءات حكومية جديدة.
وقال الحسيني ان التحديات الداخلية تتمثل بمزاد العملة والفواتير المزورة لبيعها والتي تتدخل بها اغلب المصارف فضلا عن تحديات الخارجية تكمن في الضغط الهائل على الحكومة من قبل بعض الدول والتي بسببها إلى الآن لم تأتي مسودة الموازنة إلى البرلمان.
وأوضح أن الأزمة الحالية فرصة للتخلص من الأزمات بشكل عام من خلال إعادة تنظيم بيع العملة وتنظيم المصارف وعملها وعلى الحكومة استغلالها .
قيد دولي
وفي ذات السياق.. أكد مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية مظهر محمد صالح مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية، ان استقرار سعر صرف الدولار مازال يخضع لـقيد دولي.
وقال صالح في مقال بعنوان سوق الصرف في العراق: حوار نحو الاستقرار، تعد العوائد النفطية للبلاد اليوم هي الأعلى، اذ زادت على 116 مليار دولار رافقتها احتياطيات اجنبية قاربت 100 مليار دولار وهي الاعلى ايضا في التاريخ المالي للعراق، مضيفا انه وبالرغم من ذلك، فان قيودا وضعتها دوائر الامتثال والرقابة الدولية على المدفوعات الدولارية، وهي الجهات التي تراقب حركة الدولار وتدفقاتها الخارجية،
وتابع، صالح ان الضوابط الدولية هي إشارة تحدث للمرة الاولى بعد ظاهرة الحصار الاقتصادي في تسعينيات القرن الماضي حيث أن دور قيود الامتثال الدولية قد اتضح أثرها اليوم من خلال منصة الامتثال الرقمية التي ربطت الحوالات الخارجية بالدولار الامريكي بطلبات العملة الأجنبية للمصارف الأهلية والتجار من خلال نافذة البنك المركزي العراقي وتحديدا الحوالات الخارجية.
حلول مقترحة
هذا وطرح الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي حلا لأزمة الدولار التي يعاني منها العراق اليوم وإيقاف نزيف الدينار العراقي على حد قوله.
وقال المرسومي في تدوينة له إن الحل الوحيد المتاح يكمن في تشكيل وفد حكومي رفيع المستوى برئاسة السوداني او وزيرة المالية مع محافظ البنك المركزي العراقي والسفر الى واشنطن ، مؤكدا انه يتوجب البحث بامكانية تأجيل العمل بالمنصة الإلكترونية في البنك الفدرالي الاميركي والتي تحظر ثمانين بالمئة او اكثر من تحويلات الدولار اليومية الى العراق.
تحرك برلماني
فيما أعلن عضو مجلس النواب النائب سعود الساعدي عن جمع 25 توقيعاً برلمانياً بشأن وضع ملف أزمة ارتفاع سعر صرف الدولار على جدول أعمال جلسة مجلس النواب.
وتشير الوثيقة الموقعة الى تبنى عدد من اعضاء مجلس النواب عقد جلسة استثنائية لمجلس النواب لمناقشة ارتفاع سعر صرف الدولار.
حيث تشير مصادر برلمانية الى قرب وضع ملف سعر الدولار ضمن جدول اعمال الجلسة المقبلة قبل مناقشة الموازنة العامة للبلاد.
اسعار الصرف
في هذه الاثناء.. واصلت أسعار صرف الدولار الأمريكي بالتذبذب امام الدينار العراقي في البورصة الرئيسية داخل العاصمة بغداد.
وقال مراسل عراق 24، إن بورصتي الكفاح والحارثية المركزيتين في بغداد سجلت صباح اليوم 164500 دينار عراقي مقابل 100 دولار أمريكي.
وأشار مراسلنا إلى أن اسعار البيع والشراء استقرت في محال الصيرفة بالأسواق المحلية في بغداد، حيث بلغ سعر البيع 165000 دينار عراقي لكل 100 دولار امريكي، بينما بلغت أسعار الشراء 164000 دينار عراقي لكل 100 دولار امريكي.
أما في اربيل، فان اسعار الدولار في البورصة سجلت انخفاضا حيث بلغ سعر الدولار البيع 163600 دينار لكل 100 دولار امريكي، وبلغ سعر الشراء 163575 دينارا لكل 100 دولار امريكي.
خارج البورصة
وقد تابع عراق24 بعض التدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي التي بينت ان اسعار الصرف وصلت الى 177 الفا لكل 100 دولار في محال الصيرفة الفرعية، رغم الاجراءات المتخذة من الامن الاقتصادي باعتقال بعضهم بتهمة التلاعب بسعر الصرف الرسمي، الا ان مدونين اكدوا ان “حيتان الصيرفة” لم يتعرضوا الى اي عملية زجر او اعتقال واتهام جهات متنفذة بحمايتهم.