استثمارات الطاقة النظيفة
يبدو أن حاجة العراق المستقبلية للطاقة الكهربائية يتطلب إنشاء كثير من المشاريع الكهربائية سواء التي تعتمد على الطاقة المتجددة أو النظيفة كالغاز، الأمر الذي جعل الاهتمام العراقي بتوسيع نطاق الاستثمارات في تطوير حقوله الغازية خلال العامين الماضيين، لاعتماد غالبية محطات إنتاج الكهرباء العراقية على الغاز بالتزامن مع تذبذب صادرات الغاز الإيرانية إلى العراق، التي أثرت كثيراً في واقع الطاقة المجهزة بالبلاد.
يقول الخبير في مجال النفط والطاقة كوفند شيرواني إن “توجّه العالم نحو الطاقة المتجددة شجع العراق على توقيع عقود استثمارية في هذا المجال لتوليد الطاقة”، وأضاف أن “العالم يستغني اعتباراً من 2040 عن السيارات التي تعمل بالبنزين ويستبدلها بتلك التي تعمل بالطاقة الكهربائية”، لافتاً إلى أن “كثيراً من الدول تخطط لإيجاد بديل للوقود الأحفوري الذي يتمثل بالنفط والفحم الطبيعي والغاز الحر”.
عجز الإنتاج
وأضاف أن “العراق يعاني عجزاً في إنتاج الطاقة الكهربائية تجاوز 10 آلاف ميغاواط، وأن وزارة النفط تسعى إلى زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي وافتتحت محطات عدة لعزل الغاز في الحقول النفطية من أجل الاستفادة منه لتشغيل المحطات الكهربائية التي تعمل به”.
وحاولت الحكومات العراقية المتعاقبة منذ سقوط نظام صدام حسين إيجاد حلول لهذه المعضلة عبر سلسلة من المشاريع لتشييد محطات إنتاج جديدة في مناطق مختلفة من البلاد لتصل بالإنتاج إلى نحو 20 ألف ميغاواط حالياً، إلا أنها لم تعُد كافية لتجهيز المواطنين بالطاقة على طوال اليوم بسبب التجاوزات الكبيرة على الشبكة وتأخر صيانة المحطات ونقص الوقود، مما جعل الاعتماد على أصحاب محطات إنتاج الكهرباء الأهلية ذات القدرات المحدودة في الإنتاج هو الأساس في الحياة اليومية”.