توقع الباحث في الشأن الاقتصادي عبد السلام حسن استمرار أزمة سعر الصرف وانخفاض قيمة الدينار العراقي امام الدولار، كما توقع أن يصل سعر صرف الدولار بالأسواق السوداء إلى ألفي دينار للدولار الواحد، لافتا إلى أن “أميركا جادة في إدامة الضغوط على المركزي العراقي بسبب عدم رضاها عن استمرار تهريب العملة لدول إقليمية”.
يذكر ان سعر الدينار مرتبط بالدولار، كون فلنفط، وهو المادة الوحيدة التي يصدِّرها العراق إلى العالم، يسعَّر بالدولار في الأسواق العالمية، وهو يشكل 95% من صادرات العراق.
حركة السوق
ويواصل الدينار العراقي الانخفاض امام الدولار على نحو غير مسبوق منذ عام 2004، حيث بلغ الدولار الواحد نحو 1600 دينار، في وقت يبيعه فيه البنك المركزي الدولار بـ1460 دينارا.
وانعكس عدم استقرار سعر الصرف بشكل سريع على حركة السوق، مع ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية وتسجيل ركود اقتصادي، الأمر الذي ترك الحكومة أمام حرج كبير، لاسيما أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني كان قد انتقد في مرات عديدة قبل توليه منصبه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إقدام حكومة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي على رفع سعر الصرف الرسمي من 1182 إلى 1460 دينارا للدولار في ديسمبر/كانون الأول 2020.
حرب المضاربات
يربط العديد من المراقبين للشأن الاقتصادي العراقي ما يجري من انخفاض لقيمة الدينار العراقي اامام الدولار بضعف السياسات النقدية في البلاد، وسيطرة جهات حزبية السوق المالية، وتهريب العملة الصعبة إلى الخارج، مع تحكم شركات معينة تعمل بمجالات الحوالات الخارجية في سعر الدولار من خلال ما توصف بـ”حرب المضاربات”.
وسط مخاوف من أن تؤدي أزمة ارتفاع سعر صرف الدولار إلى زيادة معدلات الفقر -التي بلغت قرابة 25% العام الحالي- أو زيادة الاضطرابات الاجتماعية في خضم المظاهرات الحالية التي يقودها الخريجون المطالبون بالتعيين الحكومي.
خلافا للعملات العالمية
وبين الباحث في الشأن العراقي حميد الكفائي انه لا يمكن عزو انخفاض سعر الدينار إلى ارتفاع سعر الدولار، فمسار العملتين خلال الأشهر الثلاثة المنصرمة متعاكس، وكان يجب أن يؤدي إلى ارتفاع سعر الدينار، كما حصل للجنيه الإسترليني واليورو
فمنذ ثلاثة أشهر وسعر صرف الدينار العراقي يواصل الانخفاض أمام الدولار، خلافا للعملات العالمية التي استعادت بعض قيمتها المفقودة منذ أن بدأ سعر الدولار بالانخفاض أواخر سبتمبر الماضي.
حالة من الهلع
وقد اثار انخفاض قيمة الدينار العراقي امام الدولار موجة قلق شديدة في الأسواق المحلية التي تعاني الكساد منذ أسابيع، ويزيد من مخاوف إمكانية مواصلة تراجعه في ظل العجز الذي يبديه البنك المركزي والسلطات الحكومية في كبح جماح التراجع في أسعار الصرف.
وانتقدت النائبة حنان الفتلاوي صمت الجهات المسؤولة في تغريدة عبر «تويتر»: قائلة «حالة من الهلع تصيب الأسواق بسبب الارتفاع السريع لسعر صرف الدولار. مطلوب من الحكومة توضيح لطمأنة الناس وتبيان إجراءاتها لمنع الانهيار؛ لأنه يبدو أن محافظ البنك المركزي صائم صوم زكريا عن الكلام».
فقدان الثقة
اظهرت بيانات اقتصادية ان التغيير المتكرر لسعر الصرف احد الدوافع الاساسية للمضاربة على العملة والتوجه صوب الاصول الحقيقية والعينية لحفظ القيمة، مما يزيد من ارتفاع اسعار هذه الاصول على حساب الادخار والاستثمار في قطاعات الاقتصاد الإنتاجية وهو مؤشر سلبي على الاستثمار والتصنيف الدولي للاقتصاد العراقي
يؤدي التغيير المستمر والمتقارب في سعر الصرف الدينار الى فقدان ثقة الشركات والافراد في النظام المصرفي مما يعطل حركة الودائع والقروض ويضغط على الجهاز المصرفي العراقي.
غش الذهب
في هذه الاثناء تزايدت عمليات غش الذهب في العراق مع قفزات أسعاره في السوق العالمية، نتيجة إقبال المواطنين على شراء كميات منه للادخار، بعد انخفاض قيمة الدينار العراقي أمام الدولار، ما دفع بعض تجار الذهب إلى الطرق غير المشروعة من عمليات الغش والتلاعب بالأسعار والأوزان لتحقيق أكبر قدر من الأرباح.
واكد تجار ذهب في الأسواق المحلية ان عمليات غش معدن الذهب تزايدت إلى حد كبير، وهناك حالات كثيرة من عمليات الغش تضرر منها الزبائن بسبب احتيال بعض البائعين.