د . علي وجيه محجوب
المؤسس و الرئيس التنفيذي
السادة المتطلعون الى رحلة تلفزيونية .. رحلة مأهولة بالارقام و البيانات و المعلومات و التحليلات و تصورات رجال الاعمال و افكار اصحاب المشاريع الناشئة و إلى الباحثين عن عمل ايضا ، اهلا بكم في رحلة عنوانها ” انت ممنوع من المشاهدة ! ” .
اهلا بكم على متن هذه الناقلة التلفزيونية عراق 24 التي اقلعت في ظروف عالمية صعبة فاجتازت مطبات ازمة كورونا دون طلب هبوط اضطراري ، ناقلة أقلعت و استقرت على ارتفاع معتدل ، اعتدال على قاعدة التوازنات ؛ ان تغامر بلا مجازفة و ان تخفف السرع لكن دون إبطاء .
هي ناقلة تشبه في منحاها ، منحى اسعار المعدن النفيس إذ يهبط احيانا لكن مؤشره الاساسي يبقى على الدوام بارتفاع ، هو كذلك يوصف بالناقل بين اقرانه و يكنى بالملاذ الآمن ، كلما هبت العواصف على الأسواق يلجأ اليه اللاجئون و الحائرون و المساهمون .
و هكذا هم رواد المغامرات يواجهون الهبات اكثر من تقلبات سوق العملة بين قناة ومنصة و فاشنيستا ، بينما يسعى مثل تلفزيون 24 إلى الثبات و التوازن و تقبل الصعود المعقول و تحمل موجات الهبوط ، لكنها ناقلة فائقة الجودة على قدر واسع من المرونة و اجتازت قواعد السلامة و حريصة على الإدامة، تحضن و تشتبك كما تخيف و تبتسم ، يُمنَع على متنها مشاهدة كل شيء أو كل لون او اي صوت ، بهذه المواصفات لديها قائمة من الممنوعات من اجل النوع و ما يتولد منه على باقي السلسلة و السلالة .
ببالغ الأسف .. لن يتمكن المشاهدون على تلفزيون عراق 24HD مع انطلاقة العام الخامس على التوالي من الحصول على فيديو لشجار مجموعة من الارانب او مقطع فيديو لصراخ نائبين يشتمان احدهما الاخر ، لكن المشاهدين بالمقابل سيحصلون على معلومات يومية عن الدولة في كشف حساب ، والأسواق في الميدان وتحليل كبار الاقتصاديين والنقديين والنفطيين في المتناول والاستوديوهات .
سيتمكن المشاهدون ايضا من معرفة اوسع عن شركات القطاع الخاص و فهم معتدل عن تراجع قيمة الدينار امام العملات و معرفة تحويلات البنوك و ارقام مزاد العملة ، و النقل و النفط و الاستثمار و الفساد ايضا !
ان من واجب تلفزيون عراق 24 على متابعيه ، ان يقدم اجوبة و براهين على مجموعة اسئلة تتفرع عن سؤال كبير ؛ لماذا اقتصاد البصرة اهم الف مرة من جدال طائفي عقيم و معتوه ؟ فالمعتاد اصبح ان ضرب ضيفين احدهما الاخر بسبب خلاف على جدل قومي مثلا يبدو اكثر متعة من تحليل اسباب ارتفاع سعر متر مربع في اربع شوارع لنحو 10 الاف دولار ؟
ايها السادة .. يمكنكم في سياق الدورة الجديدة ، ان تشاهدوا الحدث العراقي في #العراق_الليلة عند الساعة 10 مساءً عبر اكبر تغطية اخبارية يومية ..
و برامج حوارية نفهم من خلالها كيف تقف السياسة بوجه طريق رجال الاعمال او كيف لها ان ترفع العوائق بوجههم ايضا و يقدمها خيرة الاعلاميين.
المشاهدون سيكون بوسعهم معرفة اسعار النفط و الذهب و الدولار و العملات الاخرى و قيمة التراجع في الليرة اللبنانية و التركية و السورية و الايرانية محسوبة بالدينار العراقي على مدار الساعة تقدمها لهم واحدة من اشهر الاشتراكات العالمية.
ان تلفزيون على شاكلة براند عراق 24 استعد جيدا لعالم ما بعد التلفزيون ، و تحضر للسؤال التقليدي الذي يستنتج ان التلفزيون يموت لصالح السوشيال ميديا ” و تهيأ لبرهنة الجواب بان مدوناً على وسائل التواصل أو بلوگر فاتنة المظهر أو فنانة على إنستغرام لن يستطيعوا جميعا ان يقنعوا رجل أعمال حقيقي أو شركة معتبرة عن اسباب ارتفاع اسعار النفط او يجروا حوارا مع مسؤول في البنك المركزي عن حظر مصارف او منح رخص عقارية و اطلاق جولة تراخيص الموانيء !
لعل من الحقيقة القول ؛ ان مع اقتراب انتهاء عمر التلفزيون الدرامي و القنوات العامة فانه يزدهر بالمقابل سوق التلفزيونات المتخصصة في الرياضة و الاقتصاد و الاخبار حيث بالامكان متابعة مسلسل او كارتون أطفال أو برنامج مسابقات للأغاني على منصة ما ، لكنك لن تستطيع مشاهدة القضايا الاقتصادية و المؤتمرات التلفزيونية المهمة و القمم المالية و الرياضية او اخبار موسعة سوى عبر تلفزيون محترف .
سيتعرف متابعو 24 في عرض تلفزيوني احترافي على اسباب ارتفاع العقارات و مستوى رضى الناس عن قطاع الخدمات و تقييمهم لعمل القطاع الحكومي المسيطر على حركة السوق .
سيكتشف الملايين عبر القناة الاولى و الوحيدة في قطاع الاعمال على السير الذاتية للمسؤولين في قطاعات النفط و الطاقة و الصناعة و الزراعة و الاستثمار ومواقع ادارة الخدمة و الاعمال في الدولة .
مع بالغ الاسف مرة اخرى .. لن يحصل ايا من مشاهدي 24 على تفاصيل طلاق الفنانة شيرين او زواج الفنانة اصالة مرة جديدة ، لان القناة ملتزمة بحماية مشاهديها من كبار الزوار و لا يرضيها مشاهدات فائضة عن حاجتها يمكن الحصول عليها بسهولة في مواقع فضائح النجوم ومنصات اللون الاصفر .
للعام الرابع على التوالي يغرس جذر تلفزيون عراق 24 اكثر في اعماق الباحثين عن فرصة عمل لتبث روح التلفزيون المبني على اقتصادات السياسة و السياسات الاقتصادية في عقول المتطلعين الى مستقبل قائم او قاتم يفرض نفسه عاجلا ام اجلا حيث يتدفق 1.2 مليون إنسان على قائمة سكان العراق و يتقدم 220 الفا من الخريجين سنويا الى سوق العمل حيث يفشل القطاع العام من الاستمرار في تكديس الموظفين و معالجة زيادة طابور المتقاعدين و تفشل معه اذرعه المسيطرة على قطاعات الصحة و التعليم و الصناعة و التجارة حيث يفتقر الى التخطيط و التنظيم السليم و غياب الادارة الرشيدة .
برامج القناة و هويتها ليست على الحياد مع القطاع العام وهي اسيرة لفكرة تميل ” ان تكون الدولة حكما لا خصما ، مراقبا و ليس مشغلا ، مقيما و ليس منافسا ” و على القطاع العام ان ينظم و يكف عن حشر انفه في التنافس على تقديم الخدمات !
فتحت القناة المزيد من الوقت لبرامج الاقتصاد في السياسة و السياسة في الاقتصاد حيث انهما لا ينفصلان في العراق طالما يشتبكان في تمويل القطاع العام و بقاء النموذج الريعي القائم على النفط و توزيعات الموازنة العامة بهويتها السياسية ..
ايتها السيدات ايها السادة .. انتم مخيرون بين الحصول على محتوى و صورة تحترم عقول مشاهديها او الهبوط في سباق الارقام ومشاهدات القطط الظالم .
و ختاما .. و في بداية العام الخامس ؛ لا انكر ان الضغط يتولد على تلفزيون 24 مما تخلقه المقارنات المجحفة ، اذ ان المقارنة بين برنامج متخصص و آخر في فضاء مفتوح يتسع حواره من قضايا الطلاق إلى جدل الفتاوى و هجمات العشائر هو مقارنة بعيدة عن الواقع .. و تشبه المقارنة على الإنترنت بين زيارة المواقع الحميدة و المواقع الخليعة حيث زار المواقع +18 اكثر من مليار خلال 6 اشهر بينما لا تتعدى زيارات المواقع الطبيعية عشرات الالاف .
التجارب على مدار الوقت تحكي ان النيران اللاعبة واللاهبة التي تأكل من جرفها تموت و تنطفيء فيما تبقى الشعل المنيرة طويلا دون اندثار .. تبقى كالشعل الأولمبية . وتلك هي الرسالة ..
خبر يترك الاثر !